STAY INFORMED!

All the articles related to the issue of detention worlwide, published in the Lebanese media, are posted daily on this blog!

Thursday, August 5, 2010

August 05,2010 - almustaqbal Lebanon Fayez Karam arrest on charges of employment of the enemy.doc

اعتقال فايز كرم بتهمة العمالة للعدو:
سقوط نظرية "البيئة الحاضنة"
المستقبل - الخميس 5 آب 2010 - العدد 3732 - شؤون لبنانية - صفحة 4



أحمد الأيوبي ()
لم يكن خبر اعتقال القيادي في "التيار الوطني الحر" العميد فايز كرم مفاجأة من العيار السياسي والأمني الثقيل فحسب، بل كان واقعة لها تداعيات كبرى، في الحياة السياسية وفي مجال الحصانة الأمنية للبنان، في وقت كاد الرأي العام اللبناني يقع ضحية الحملات الإعلامية التي صورت أن الاختراق الصهيوني بات معلناً في كل المواقع المخالفة لتوجهات "حزب الله" وحلفائه، وأننا سنستيقظ في القريب العاجل لنرى نواباً وسياسيين وإعلاميين في قوى 14 آذار خلف القضبان، متهمين بالعمالة للعدو الإسرائيلي.
النقطة الهامة التي تبرز في هذا السياق هي سقوط نظرية "البيئة الحاضنة" التي أطلقها "حزب الله" وحلفاؤه في مواكبة انكشاف شبكات التجسس للعدو الصهيوني، والتي تعتبر أن الخطاب السياسي المختلف مع الحزب، أو الرافض لتوجهاته، هي حاضنة طبيعية للعمالة، وأن الخطاب المؤيد إن لم نقل الممالئ للحزب، هي بيئة نظيفة طاهرة من العمالة والاختراق الإسرائيلي. فقد اتضح أن القضية أعمق من الاستخدام السياسي لملف العمالة، وأخطر من المعالجة الشكلية.
درس انكشاف عمالة العميد فايز كرم، رفيق درب العماد عون، يؤكد أنه لا يكفي رفع شعارات معاداة العدو الإسرائيلي ليصبح الجميع محصنين، ولا يكفي رمي الخصوم بالشبهات ليصبحوا عملاء مؤكدين.
فالعماد عون بات في خطابه السياسي من "القوميين العرب"، ومن "الجهاديين" و"المقاومين" الأشاوس، ولكن ذلك لم يكن كافياً ليصبح محيطه محصناً في وجه الاختراق المعادي..
من هنا تأتي المفارقة الكبرى، وهي أن من تـُرمى عليهم تهم العمالة في الساحة اللبنانية، وتحديداً حزب "القوات اللبنانية" لم تستطع أي جهة استخراج أي عميل من بينهم، بل إن بعض العملاء المعتقلين اتضح أنهم يدورون في الفلك العوني..
ولعله من الضروري في هذا السياق أن يعمد النائب ميشال عون إلى مراجعة ملفاته خلال المراحل السابقة، وخصوصاً في الفترة التي شهدت تقارباً وتعاوناً بين كوادره وبين اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة وأوروبا خلال التحضير لقانون محاسبة سوريا وما تلاه من تطورات، لأن تلك المرحلة شهدت تمازجاً فكرياً وعملياً وسياسياً وأمنياً.. مع جهات كانت ولا تزال عدو لبنان الأوحد.. وربما يكون البعض من فريق عمله قد التقط خلال تلك المرحلة جرثومة العمالة، مما يستوجب فعلاً اتخاذ التدابير الوقائية الضرورية.
أضرار التجسس لدى "حزب الله"
تعتبر فضيحة التجسس في المستوى القيادي في التيار العوني رسالة مقلقة لـ"حزب الله" الذي يتعين عليه أن يعيد حساباته الأمنية على الأقل، إن لم يكن مضطراً لمراجعة واقع العلاقة السياسية بهذا التيار، بناء على معطيات يدركها الحزب الذي فتح الكثير من خطوط التواصل مع "التيار الوطني" لا نستطيع أن نعرف مدى خطورتها وعمقها، لكن الحزب يعرف بالتأكيد مداها والهواجس التي يمكن أن تنشأ على هذه الخلفية.
العودة إلى دعم المؤسسات الأمنية
الخلاصة الأخيرة الهامة في هذا المجال، هي أنه بات ممكناً التأكيد على ضرورة استكمال منح الثقة للمؤسسات الأمنية في الدولة لاستكمال تحصين الجسم اللبناني، حيث أثبتت هذه المؤسسات، رغم تأثرها بالتوازنات اللبنانية المعروفة، قدرتها على تطهير وتنقية صفوفها من العملاء، وفي الوقت نفسه ملاحقة الاختراقات أينما كانت على الأراضي اللبنانية.
لا ندري كيف سيكون موقف النائب عون تجاه فضيحة اعتقال العميد كرم بتهمة التجسس للعدو، وهو الذي سبق له أن تولى مهمة مكافحة الإرهاب والتجسس في الجيش اللبناني، لكن الأكيد أنه لا يستطيع تجاهل وطأة هذه القضية، كما فعلت قناة "أو.تي.في" عندما أوردت الخبر بأن كرم يخضع للاستجواب من قبل شعبة المعلومات من دون ذكر التهمة، في محاولة للتهرب منها، وللإيحاء بأن الاعتقال جرى بخلفية سياسية..
القلق المشروع لدى "حزب الله"
لا نثير هذه النقاط من باب النكاية السياسية، لأننا لا نتمنى أبداً أن يكون أي لبناني في وضعية العمالة للعدو، كما نعتقد أن لدى "حزب الله" حقاً مشروعاً في القلق من الاستهداف الصهيوني لقياداته وكوادره، ولدوره ومستقبله، وهو في هذا المجال موضع احتضان والتفاف في وجه العدو، لكننا نعتقد أنه آن الأوان لإخراج هذا الملف من دائرة الاستخدام السياسي، لأن خطره يطال الجميع، وعلى القوى السياسية جميعاً أن تكون في حالة استنفار تعاوني مع المؤسسات الأمنية، وصولاً إلى تنسيق عميق على مستوى حكومة الوحدة الوطنية، بالتوازي مع رفع الغطاء وإيقاف حملات التخوين والاستخدام المتعجل لملفات العملاء في الصراع السياسي، مع الإشارة إلى أهمية دعوة الأمين العام لـ"حزب الله" الى تطبيق العدالة بحق من يعرّض الوطن جيشاً وشعباً ودولة ومقاومة لشتى أنواع الاختراق والمخاطر.
() رئيس هيئة السكينة الإسلامية في لبنان

No comments:

Blog Archive